هذا الفراق سيثمرُ خيراً !

لا أعلمُ
لما أنا هُنا , ولا أعلم بأي لون سَأشكلُ كلماتي , فقط أنا هُنا من أجل ( الفضول ) الذي يجرفني للمدى البعيد
وللاحاديث التي لا أفقه عنها شيئاً سوى أنني بحاجة لأن
أكون هُنا !

كثيرة هي الرسائل التي لا
تصلك , والقليل منها يرى النور حين ينزاح المُؤشر غاضباً نحو ( إرسال ) !
بالبارحة , صَرخ عمقي يسألني عنك , وهو الذي لم يكف عن
الصراخ أبداً إلا لـَ يحتضر صمتاً وهو يقرأ نبضك الأخيـر ,
أو يتلوى
وجعاً حين ينصتْ بإذعان لـ مرّت سَنّة !






نبضٌ
يطرقُ نافذة الفضول ومامن مُجيب :

كـ عصفور
بللهُ المطر كنت تنتظر رسائلي البريديه !
وكـ عجوز مُسنة أصبحت أنا أنتظر
منك رسائلك النائمة في حقيبة نسيانك ,
وكلماتك
المُتفحمة تحت عجلاتِ الذكرى التي لا تكذب أبداً !


أود أن أتحدث إليك , أُسرد
لك تفاصيل حياتي من بعدك كما تشتهي أنت !
أودّ أن أؤمنك
على قلبي وأطلب منك أن تحفظه بَوجودي وبغيابي أيضاً !
أودّ أن أفتعل
الحجج السخيفة التي لا يصدقها عقل طفل كي أصل إليك
وأحظى بفرصة
اللقاء بك ولو للحظة واحدة لا تتجاوز دقيقة فرح مثقوبة !!
أودّ أن أصنع
لي جناحينَ أُرفرفُ بهما فوق رأسَ ذكرياتك , لأمنحك رسالةِ القلب الذي أدمن
تنفسك !
أود أن أفعل
الكثير معك ولكنك تخذلني في كل مرة ولا تأتي إليّ في الوقت والمكان
الذي أحتاج
فيه إلا أن تكون بجانبي ,
وحتى في
الأحلام تخذلني وتأتي إليّ بصورة شبحٍ يركل قلبي بكلتا قدميه بكل وحشية !



مهلاً
:
ربما أنت حتى
هذه اللحظة لا تدرك أنك أصبحت كل جهاتي الأربعة , وأنك ربيع فرحتي وخريفَ
أحلامي التي لا تذبل ,
وشتاء حواسي
التي لا تُبصر النور إلا حين تكون معك _ بين كفيك _ !
ورغم ذلك أنا
أعلم بأنكَ تدرك حقيقة أنني لا أتقن الكذبْ أبداً وبإمكان أي شخص أن يكتشف
كذبتي فكيف بكذبة
أنني أكرهك وأكره كل الوجهات التي
تقودني إليك , أُتصدق هذا الهراء...؟؟







.
.
( 1 )

المعجزة الحية التي يحسدني
الجميع عليها , كانت هذه العبارة كفيلة بأن تجعلني أنسى كل شيء سيء اقترفته
بحقي ,
كانت عبارتك
تلك كفيلة بأن تجعلني أفتخر بك و بالصدفة التي جعلتني أُحبك وأحب حقيقة أن أبقى معلقة ,
بين حبل
الوصول إليك وحبل الظفر بك ذا حلم !
وحتى أنا كنت
أفعل معك الشيء نفسه , فقد كنت أعود إليك / ألجأ إليك في كل مرة أستاء فيها من نفسي أو ممن حولي ,
وقد كُنت
كريماً في إحتواءك لـ ضعفي وفي إستماعك لصوتي وفي تقويمك لكل تصرفاتي البلهاء !

.
.
( 2 )


كُنت أحدث كل أشياءي عنك ,
وكنت أسمع وشوشة أجزائها حين تكون بين كفيك , كانت تريد أن تسمعك صوتي
الحزين حين يغني لك ,
يتوشح بك حين
تغيب وتتلاشى ملامحك , كانت تريد أن تخبرك بأنني أُحبك كثيراً , للدرجة
التي يُمكنني أن أرضى فيها على نفسي
بأن أصغر
وأصغر وأصغر وأتلاشى لاجل أن تكبر انت وتكبر وتكبر ومن ثم تنعم بالنجاح
والسعادة وحدك ومن دوني أيضاً !
لكنك لم تنصت
يوماً لوشوشتها أو بالاحرى لم تتقن فهم ماتُوشوشك به في كل مرة !
.
.
( 3 )
كُنا أنا وأنت
روحين بجسد واحد , بُتنا مُتشابهين في كل شيء إلا بحقيقة إنبلاج الأحلام
الكبيرة , كُنت مؤمنة بأنها
ستنبثق في
السماء ولو بعد حين, وكنت أنت تستبعد ذلك الأمر كثيراً !
.
.

( 4 )


كان بإمكاني أن أفعل الكثير
من أجلك , وكان بإمكانك أن تفعل القليل من أجلي , لكنك لم تفعل القليل
لأرضى به ,
ولم تسمح لي
بأن أفعل ما أشتهي ان أفعله لك حتى أشعر بأنني فعلتْ كل مابوسعي كي أظفر بك ,
فقد لملمت شتاتك
وملامحك
وأشياءك ومضيت دون أن يجرفك حنينك إليّ , إلى وطنيْ الَمملوء بك , وحينتوشحتْ برداء الاحتياج
إليك يوماً
وهمست لك أنى
شعرت بي / أنا بحاجة إليك , تجاهلتني وتجاهلت صوتي ووبخت خطواتي التي قادتني
إليك , وَكسرت
قلبي حينها وكثيراً !!
.
.

( 5 )
لا أعلم لما أُحببتك , على الرغم من يقيني بأنك لم تكن
يوماً فارس أحلامي الذي ظللت أكتب عنه في كل سجلات ذاكرتي ,
ولا أعلم لما كرهتني على الرغم من إيمانك بانني تلك
المعجزة الحية التي يحسدك الجميع عليها !




همسة
إليك :
ربما أنت تضحك
ساخراً منّي الآن , بينما أنا أحترقُ في الظلام وبين معمعة
وعودك التي لا
أتقن نسيانها أوحتى تمزيقها ,
وربما أنت
فخوراً بما فعلته بي , وربما أنت الآن حزينُ مثلي , وربما أنت في عداد الموتى
الآن ولذلك
لم تردّ إلي صوتي
حتى هذه اللحظة _ رُبما _ أنا
غبية وأنت جاحد , وربما أنا لم أتعرف عليك كما ينبغي لذلك خسرتك
وربما أنا لا
أتقن الحديثُ كما يشتهي قلبي لذلك ثرثرتي تطول هذه اللحظة !