ها انا ذا اجلس في هذا الظلام مجدداً اسرح بخيالي اعيش بعالم ذكرياتي تلهمني افكاري تأخذني احلامي ... ها انا ذا بوحدتي افتقر الصديق والقريب والحبيب ... ها انا ذا اعيش وحدتي بذكرياتي الأليمة وبذكرياتي الحزينة اعيش بكل معانيها ... ها انا ذا مع لفافات التبغ التي ادخنها ... ها انا ذا انظر الى دخان وهي تسرح وتمرح في الهواء بحرية لا يعيقها شيء وتتلاشى وتختفي وتزول ... ولكنها تعود الى الظهور ... هكذا صورت وحدتي كالدخان ... هذه السحابة البيضاء الصغيرة التي تغطيني من اشعة الشمس ... ها انا ذا ادخل الى خيالي وعالم افكار واحلامي ... اعود بنفس ذاك الطريق تأخذني قدماي ... لاتوجد وجة اتجه اليها وانما فقط أسير في هذا الطريق ... ألتمس رائعة الطبيعه التي تخيلتها تلك الاشجار التي تنادي بخضار اليوم وهذه الازهار التي تتحدى بعضها البعض بالوانها الزاهيه وكانها تقول انظرني انا ولا تنظر الى احد سواي انا هي الزهرة الفريدة من نوعي برائحتي ولوني وشكلي ومنظري انظرني ايها الانسان ولكن لا تقطفني فان حياتي ستكون محدودة بين يديك ولكن اجعلني دائمة الحياة ... هذه كانت طبيعة احلامي وطبيعة خيالي ... اسير في هذا العالم وانا وحيد فيها ...
الى متى سيكون هذا حالي والى اين سوف تقودني هذه الحياة ... اريد ان اعيش كما الجميع ... اريد ان احس باني موجوداً في هذا العالم ... لا احد يعلم بوحدتي ... واذ بذاك النداء الذي يظهر من خلف الاشجار يناديني ... واذ بذاك الصوت الذي ينبعث من خلف تلك الازهار يسألني بصوت دافئ حنون ... لما انت وحيد ... لما انت في هذا الطريق ... وانا ابحث عن مصدر الصوت لكي انظر اليه ... فاجبته بصوت حزين كئيب مؤلم ... انا وحيد في عالمي وخيالي وحياتي ... انا شخص كنت اتمنى ان اعيش حياتي بوجود صديق يفهمني بحياتي ويعيشها معي ... انا ابحث عن الشخص الذي يشاركني هذا الطريق ... انا هو صاحب هذا الطريق الذي ابنيه بخيالي كي اعيش فيه وابحث عن من هو جدير بالحبث عنه كي يشاركني حياتي ... وبصوت الحنين يسألني ... الا يوجد لديك اصدقاء .. الا يوجد لديك اهل واقارب .. الا يوجد لديك احباب واصحاب .. الم تبحث عنه .. الم يكن بجوارك هذا الشخص ... الم تعيش حياتك بوجود هذا الشخص ...
ها انا ذا استمر في السير وانا اسمع تلك الاسئله وانا شارد الفكر والعقل كي ابحث عن الجواب ... ها انا ذا استمر في السير والطريق يقاربعلى الانتهاء قاصداً وجهةً معينة ذاك النور الدافئ يحجب علي الرؤية وانا اسير اليه كي ارى ما يخفيه هذا النور وما وراءه .... ذاك النسيم الجميل واصوات طيور النورس ... هذه هي البقعة التي اقدر اجاوب على الاسئله والتي بامكاني ان اعيش بقيه حياتي الوحيده فقط بمشاهدة جمال المنظر ... منظر الشاطئ ... منظر البحر .. كمظر الافق ... منظر تلك الامواج التي تتسارع للوصول الى شاطئها تلك النسور التي تطير فوق تلك الامواج ... جلست على التراب وانا انظر الى الافق واستمع الى الرياح وهي تتحاور واشتم رائحة النسيم .. هذا هو المنظر الذي تمنيت ان اعيشه بجوار الصديق ... تمنيت في حياتي ان يكون لدي صديق يشاركني حياتي ... ولكن لا يوجد احد يفهمني فلكل يسعى خلف مصالحه الخاصه ... يا ايها المنادي يا ايها الصوت لقد عشت حياتي بالوحده وتمنيت بوجود الصديق ولكنني حين القاه يبتعد عني فيزيد من احزاني .. لا اعتبر نفسي ظالم بحياتي معاه او انه قد ظلمني في يوم ولكن ااعتبر نفسي مظلوم هذه الحياة التي تمنيت بان تبنى على اساس صادق صريح جريء وفي ومخلص ... ولكن اين الشخص الذي يفهم هذه المعاني ... فالكل يبحث عن مصالحه الخاصه ... اين الصديق الذي يكون في جوارك ولكن مع الايام يختفي من جوارك ويصبح خلفك ويبتعد عنك بمسافات طويله ... اين الصديق الذي اذا تحاول الاقتراب منه يصد عنك ويختفي وكانه يقول اعتبرني حلم وانتهى هذا الحلم ... حتى لو كان حلم فالحلم بامكاني ان احلم به اكثر من مرة واحده ... وانا انظر الى الافق انغرقت عيناي بالدموع وامتلى قلبي بالاحزان ... وفاض قلبي بالألم والحسرة ... بصوت باكي اكمل حديثي .. يا ايها الصوت كيف لي ان اعيش وانا وحيد ... لا احد بقربي تقول لي اسرتي واقاربي فكل منهم يمهتم بحياته الخاصه ... صاحابي واصدقائي كل من لديه همة وحياته ... احباب واصحاب ... كل من يسعى الى مصلحة واحده ... ولكن عندما ان اجد صديق يكون بقربي اذا احزنني شيء يكون ملجأي واذا اصابني مكروه فهو قوتي واذا افرحني شيء فهو مصدر سعادتي وإلهامي ... لقد قدمت الكثير لغيري ولم ارى شيئاً من الغير ... لقد وعدت ووفيت كنت ابحث لهم على السعادة وابعد عنهم الحزن كنت مسصدر الهام لهم ومصدر فرح ومصدر قوة وشجاعه ولا ازال اقدمها لغيري ولكن لم اجد شيئاً بالمقابل ... فأين هذا الصديق الذي يجالسني بقربي يمسح هذه الدموع التي اسكبت من عيوني ... فأين ذاك الصديق الذي يفرغ الاحزان التي امتلئة قلبي ... لا اريد ان اعيش بحزن بعد اليوم .. لا اريد هذه الدموع بان تنزل الا في الفرح .. اريد ان اعيش حياتي بوجود الصديق ... فانا وحيد وحيد وحيد ... ولن اضل فيها سوف اصبر واستمر في البحث على هذا الصديق حتى لو كلف ذلك عمري وحياتي ... فلن احس بطعم حياتي الا بوجود هذا الصديق ..
هذه هي السحابة التي كانت تحميني من الشمس قد تكاثفت واصبحت سوداء وكانه الحزن قد ملئتها بالدموع ... فنظرت إليها بنظرة حزن ... ايها الصديق لقد ملئت قلبك بالاحزان .. ايها الصديق هل جعلتك تعيش احزاني لا اريدك ان تحزن علي فانا انسان ابحث عن الصديق وقد مات الامل في حياتي وطريقي ... كنت كل ما اطمح الى الامل يهرب من بين ذراعي ... ايتها السحابة عودي الى بياضك المعتاد فلا تجعلي الاحزان تستغلك وتغلبك فانتي اقوى من هذه الاحاسيس ... اما انا فقد تأقلمت معها ... فقد ضحيت بحياتي وعمري لكل صديق مر في حياتي ... فقد كنت ألوم نفسي على فقداني لهم ولم اكن انا السبب في فراقهم فانهم هو من هجروني وانا الذي اريد وصالهم وقربهم ... فمسكت بحجر بكل قوتي رميتها الى البحر وانا ابكي بقسوةوانا انوح في بكائي ونطقت باعلى اصواتي مكلماً البحر ... لا اريد هذا الامل الذي قد حول حياتي احزان ... لا اريد ان اعيش بجوار الصديق الذي يهجرني من غير اي اسباب ... لا اريد ان اعيش في حياتي المظلمة اريد ذاك النور اريد ذاك الإلهام الصادق والوفي والمخلص في دربي ... الذي يجعلني اقف على قدمي كي استمر في تحقيق احلامي وامنياتي ... لااريد ان اعيش وارى الموت امامي .. فقد اعشتها وكاني جسد بلا روح... فقد عشتها كما وكاني اموت من الداخل من الألم والحسرة ... يا ايها البحر ان اكثر صديق قد شاركتني احزاني ... يا ايها البحر لو كنت كانسان ملموس فانت الشخص الذي احلم به واتمناه فانت الصديق الذي اطمح اليه وعلى ان تكون بجواري الآن انظر اليك وتنظر اليه التمس احاسيسك بكل معانيها من حب واخلاص ووفى وصدق .. يا ايها البحر انطق الي كلمني اعطني جواب على اقوالي وكلامي .... اريد ان ارى احساسك اتجاهي فاين هي ... فانت المصدر الوحيد الذي يلجأ اليه الانسان اذا ضاق صدرة واحزنه امر واذا كان يريد من يشاركة حديثه فانت تكون بجواره فأجبني ...
نظرت الى الامواج وهي تلامس قدمي ولكن بلحظات بسيطة انقلب لون البحر واصبح كلون الدماء ولكنني وعيت بانه ليس ماء .. لقد تحولت مياه البحر الى دماء تنصب على قدمي فقوفت ومشيت قاصداً هذا البحر من الدماء ... ها انا ذا في بحر الدماء انظر الى الافق فغمست يداي في الدماء ولطخت وجهي بها الدماء وانا انظر الى الافق .. وبصوت حزين انطلقت كلماتي الاخيرة ... هذا هو جوابك لي ام جوابك للكثير من الذين يأتون اليك يشاركونك احزانهم ... هذه هي وحدتي وهذه هي وحدتك وهذه هي وحدة الجميع ... فهذه هي الوحده الصامته وهذه هي الوحده المؤلمة وهذه هي الوحده الحزينة ... هذه هي الوحده القاتلة .